أختار إزاي؟

أكبر ثلاث مشاكل بتواجه البنت المصرية في زمننا ده هي: إنها تخس، و إنها تختار هتلبس إيه و هي رايحة الكلية أو الشغل، و إنها تلاقي عريس كويس. مشكلة الخسسان و ممكن تتحل برجيم (حتى لو ده معناه إنها هتتحرم من الدابل وابر بتاع برجر كينج)، و اللبس ممكن تيجي عاى نفسها و تصحى خمس دقايق بدري و لو إنها أولى بالخمس دقايق دول هي يعني الدنيا طارت!...طيب و بالنسبة للعريس؟؟ كل بنت بتقابلها لحظة في حياتها بتحس إنها يا إما قدام باب سد أو في مفترق طرق و مش عارفة تختار أنهي طريق، الباب السد بيبقى لما بيكون متقدملها عريس هي عارفة إنه مش كويس و مينفعهاش بس تحس إنها مضطرة توافق عليه، يا إما بقى بسبب ضغوط من أهلها إن مفيش عرسان دلوقتي و إنتي يعني هتتبتري على إيه، يا إما بسبب شعور داخلي إنها خايفة لو رفضته متلاقيش غيره..و أهي برضه جوازة أحسن من القاعدة. أما بالنسبة لمفترق الطرق فده بيكون في حالة إن متقدم لها أكتر من عريس و مش عارفة تختار أنهي واحد فيهم كل واحد فيهم فيه حاجة كويسة، اﻷول إبن ناس و كلاس و لبسه حلو بس مبيعرفش يقول كلمتين على بعض ليهم قيمة كل كلامه هزار في هزار، و التاني عنده فيللا في التجمع بس هو شكله إتم كده و دمه يلطش بس مش مهم هو أنا يعني عاوزة أتجوز أراجوز! و تفضل البنت في حيرة و مش عارفة تعمل إيه. أنا بقى أقوللكم إيه اللي يسهل على عروستنا المحتارة إختيارها المصيري ده. أولا هي لازم تكون عارفة هي بتتجوز ليه، يعني مثلا هل هي بتتجوز عشان تفك من قيود أهلها و محدش يقوللها رايحة فين و جاية منين؟ ولا هي بتتجوز عشان أهلها بيضغطوا عليها عشان هما عاوزين يطمئنوا عليها؟ ولا هي مش عايزة تبقى الوحيدة في صاحباتها اللي لسة متجوزتش؟ لو اﻹجابة كانت أي واحدة من اﻹختيارات السابقة فلﻷسف أنا مضطرة أقول لعروستنا اﻹجابة خاطئة و يرجى المحاولة مرة أخرى. أي سبب من دول أو شبيه بدول هيكون نتيجته كاﻵتي: سوء إختيار العريس + حياة زوجية مبنية على أسس غير صحيحة = فشل الحياة الزوجية عند أول مشكلة تواجههم و بتفضل الحياة بلا طعم و لا متعة و تندم البنت (و الراجل) على اليوم اللي فكروا يتجوزوا فيه. عشان أوضح الصورة أكثر ممكن أجيبلك تشبيه بسيط جدا، تخيلي معايا كده إنك نزلتي من بيتكم و ركبتي العربية و كلك حماس و حيوية. دورتي العربية، فتحتي التكييف و كمان الراديو عشان يظبط الموود. طيب، على فين إن شاء الله؟ مش عارفة. قدامك كذا طريق و كل طريق فيهم هيوصللك مكان معين، بس إنتي أصلا مش عارفة إنتي عاوزة تروحي فين، و أهللك و أصحابك وافقفين برة العربية عمالين ينادوا عليكي "ياللا إطلعي، روحي أي مكان مش مهم بس إلحقي ياللا ده كل صاحباتك طلعوا و إنتي لسة واقفة مكانك، مش مهم تعرفي إنتي رايحة فين إطلعي بس و ربنا هيسهللك إن شاء الله." و تطلعي...تاخدي أي طريق و السلام ماهي مش فارقة..و بعد شوية تلاقي البنزين إبتدى يقل..و إنتي مكملة و مستنية تشوفي أي علامة تقوللك إنك كده وصلتي..العربية نورت بنزين و خلاص كلها كام كيلو و تقف منك..و إنتي مكملة..أصل هما قالولك إن كله هيبقى تمام وهتلاقي طريقك..العربية وقفت. بنزينك خلص و مفيش تكييف و فوق كده كمان البطارية طفت فمفيش راديو يسليكي على ما حد ييجي ياخدك. الجو حر و خلقك داق و إبتديتي جوة نفسك تلومي الناس اللي شجعوكي إنك تمشي و إنتي أصلا مش عارفة إنتي رايحة على فين..و أديكي إتدبستي في مكان إنتي مش عارفاه و محدش هيقدر يساعدك. نرجع تاني لموضوعنا..الجواز هو هو بالضبط العربية و الطريق هو الحياة، لو إنتي مش عارفة إنتي عاوزة توصلي فين في حياتك بعد خمس سنين، عشر سنين، عشرين سنة يبقى مش هتعرفي تختاري الشخص المناسب اللي هيساعدك توصلي للمكان أو الهدف ده. مش شرط تكوني راسمة حياتك بكل تفاصيلها، بس تكوني عندك صورة عامة عن شكل حياتك، أولادك عاوزاهم يبقوا عاملين إزاي؟ شخصيتك نفسك تبقى عاملة إزاي؟ علاقاتك بالناس هبتقى شكلها إيه؟ و قيسي على كده كل حاجة في حياتك. لما تعرفي تجاوبي على اﻷسئلة دي ساعتها بس هتعرفي تختاري الشخص المناسب اللي هيساعدك توصلي للحياة اللي إنتي عاوزاها. ساعتها هتعرفي إنتي محتاجة زوج هادي ولا حيوي، في حاله و بيمشي جنب الحيط ولا مغامر و بيحب يجرب حاجات جديدة، أخلاقه و مبادئه متوافقه مع أخلاقك و مبادئك ولا ﻷ (و دي من الحاجات المهمة اللي بتكون سبب في خلافات كتيرة لما بيكون في أولاد و لازم تتفقوا على أسلوب واحد في التربية). و لما تعرفي الحاجات دي عن نفسك هتكوني واثقة و إنتي بتقبلي أو بترفضي عريس، و مش هتتأثري بضغوط حد ﻷنك عارفة كويس إنتي بتختاري على أي أساس. طيب مهو ممكن حد يقول و أنا يعني ضامنة إني لما أقعد أتشرط هلاقي الشخص المناسب؟ هنا بقى لازم أوضح سوء فهم مهم جدا و منتشر جدا في مجتمعنا، و هو الفرق ما بين التشرط أو التبتر و ما بين معرفة الذات و معرفة ما يناسبها. و الخط اللي بينهم رفيع جدا و عشان كده ناس كتير بتخلط ده بده بالغلط. التشرط أو التبتر هو لما تكون البنت جايلها عريس كويس جدا و مواصفاته فعلا ممتازة و مناسبة ليها و تقول ﻷ أصلي يمكن ألاقي واحد أغنى أو شكله أحلى أو دمه أخف. و لكن البنت اللي عارفة نفسها و فاهمة شخصيتها كويس و محددة هي عايزة إيه في حياتها و بنائا على كده بتقبل أو بترفض عريس هنا هي مش بتتبتر ولا بتتشرط، هنا هي بتختار الحاجة اللي بتنسبها و بترفض الحاجة اللي مش مناسبة ليها. و هي دي البنت اللي هتكون سعيدة في زواجها ﻷنها إختارت زوجها على أسس صحيحة و لما تقابلها مشكلة في حياتها هي و جوزها هيعرفوا يحلوها مع بعض و مش هتتأثر علاقتهم بأي موقف يحصل بينهم ﻷنهم ليهم هدف مشترك عاشين عشانه و مستعدين يضحوا و يستحملوا مصاعب الحياة عشانه. و على فكرة الهدف ده ممكن يكون أي حاجة..ممكن يكون مثلا إنهم عاوزين يكون بيتهم دايما سعيد و مفيش حاجة تعكر مزاجهم، و ممكن يكون هدف مادي زي إنهم يشتروا بيت معين أو يسافروا بلاد معينة، و ممكن كمان يكون حاجة أسمى من كده و يكون هدفهم مش دنيوي خالص ممكن يكون هدفهم إنهم يدخلوا الجنة كلهم سوا، أو إنهم يبقوا دايما عائلة خيرة و يفضل الخير ده في أولادهم و أحفادهم. أهم حاجة اللي هتحافظ على البيت و اﻷسرة الجديدة اللي بتتبني هو إن يكون في هدف مشترك بينهم و يكون كبير في قلوب أفراد اﻷسرة دي. نرجع بقى تاني لموضوع أنا إيه اللي يضمنلي ألاقي اللي أنا عاوزاه، هقوللك حاجة بسيطة جدا، ربنا سبحانه و تعالى بيقول " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون" البقرة (126).  خدي بالك إنه قال أجيب دعوة الداعي إذا دعان، يعني دي حاجة مؤكدة، إنتي عليكي إنك تطلبي منه و هو قاللك إنه هيستجيب، محطش شروط و مقالش يمكن أجيب، قاللك إنه هيجيب و أكيد لما ربنا يقول حاجة يبقى مفيش ضمان أقوى من كده. و الله الموفق ربنا يسعد الجميع.

1 comment:

  1. مقالة اكتر من رايءعة وريحتنى كتير

    ReplyDelete